test1

كيس تسالي

أنا كيسٌ صغير من البلاستيك ، مملوء بحبَّات التّسالي ، أتربَّع على سلّة صغيرة منسوجة من القش..
سأحكي لكم قصتي..

في يوم ما وجدت نفسي أخرج من ماكينة صغيرة ، شعرت ببعض الحرارة ، بعدها تم وضعي في رفّ من الخشب متشابكاً مع بعض الرفاق..
عرفت اسمي من زبائن المحل وتعرفت على رفاقي ونحن لا ندري لماذا صُنِعنا ، من نحن وماذا يُفعل بنا..
كنّا نتسائل بذلك حتى جاءت امرأة خمسينية ، أظنها تعمل بنفس السوق ، اشترتنا من البائع بثمن زهيد ، إذن فنحن لا نسوى الكثير ، ظهرت عليّ بعض علامات الإحباط ولكن حياتي الآن قد تغيرت على أي حال..
لم يمر الكثير حتى سحبتني تلك المرأة ، نفخت عليّ بعض الهواء ثم وضعت بداخلي حبَّات من التسالي ، الآن قد عرفتُ هويّتي ، أنا مجرد شيء توضع بداخله الأشياء ، أنا إناء وهذا تشبيه بسيط ، أنا حقيبة وهذا تشبيه حالم..
وضعتني السيدة على السلّة ورفاقي بجانبي ، أنا سعيد على أي حال ، فالسلة أكثر اتساعاً من الرف ، أو ربما أكثر انفتاحاً على العالم..
عدنا للسوق مرة أخرى ولكني الآن مختلف ، إسمي أضيف إليه جديد ، كنتُ كيساً فأصبحت كيس تسالي ، كالذي وجد عائلته الضائعة فأصبح ينادَى بها ، رأيت الطرقات ، المارّة ، الباعة المتجولون ، السيارات ، السماء ، الشمس ، وأشياء كثيرة..
بعض الأكياس الأخرى تضايقني ، تعلوني في السلّة ، تضايقني بشدة ، ولكنهم رفاقي ، كانوا يتناقصون يوماً بعد يوم، يؤخذون ثم يؤتى بآخرين ، لا أدري لماذا تبيعنا السيدة!
ومقابل مال!
ومال زهيد!
سحقاً..
ما هذه الحياة..
أصبحت أوَدِّع هذا وذاك وأنا لا زلت أتربع على سلتي الصغيرة حتى أصبحت عجوزاً
ربما سيتم رميي في الأوساخ يوماً أو ربما لا ، لا يهم ، أنا أفكر كثيراً ، من هذه الفتاة الجميلة القادمة نحونا ، لم أرَ مثل جمالها أبداً ، ربما تأخذني ، سأتنصت إليها..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *